كيفية تسميد النخيل هو ما سوف تتعرف عليه في موضوع اليوم على مدونة عالم الزراعة والتي نقدم لك فيها دائماً العديد من الطرق والمواضيع المتعلقة بزراعة الخضروات، الفواكه، الأعشاب، الأشجار، والنباتات بأنواعها، وكذلك العديد من المواضيع الهامة لكل هواة الزراعة المنزلية.
النخل ومفردها نخلة، هي جنس من النباتات التي تتبع الفصيلة الفوفلية، ويعيش النخيل في العديد من الأماكن المختلفة، مثل الصحاري، والمستنقعات، وبعض السواحل البحرية، والجزر، وعادةً ما ينمو النخيل في التربة الفقيرة، والأماكن الشبه قاحلة، وبشكل عام تكون أشجار النخيل بالقرب من متسويات المياه الجوفية العالية، أو الأنهار، أو الينابيع، ولذلك قد يعتبرها البعض دلالة على وجود مياه في هذا المكان.
من الأمور الهامة التي يجب الاهتمام بها عند زراعة أشجار النخيل هو
التسميد، حيث أن التسميد هو أمر هام للغاية وضروري في حياة النخيل، وبشكل عام
تتشابه برامج تسميد أشجار النخيل باختلاف أنواعها، وفي مقالة اليوم سوف تتعرف على
طريقة تسميد أشجار النخيل البرحي، وتسميد أشجار النخيل بشكل عام، وسوف تتعرف على
الأمور التي يجب مراعاتها، والأمور التي يجب الابتعاد عنها عند تسميد أشجار
النخيل.
كيفية تسميد النخيل البرحي (برنامج تسميد نخيل البلح البرحي)
أشجار النخيل البرحي أو أشجار النخيل بشكل عام تطلب نظاماً غذائياً ثابتاً يحتوي على العديد من العناصر الغذائية والعناصر الصغرى، وخاصةً النيتروجين (N)، والبوتاسيوم (K)، والفسفور (P) والمغنيسيوم (Mg)، والمنجنيز (Mn)، والحديد (Fe)، لأن جميع تلك العناصر ضرورية لضمان صحة أشجار النخيل البرحي ونموها بشكل جيد.
يكمن التحدي والمشكلة الأكبر في أن أشجار النخيل غالبا ما تنمو في أفقر أنواع التربة التي يمكن أن تتخيلها، وذلك مثل التربة الرمية، والتي تفتقر إلى وجود العديد من العناصر الغذائية والمواد العضوية، ولذلك يجب تسميد النخيل ليبقى بصحة جيدة وينمو دائماً بشكل أفضل.
يُمكن أن تعاني أشجار النخيل البرحي من عدد من الحالات التي تظهر بسبب نقص العناصر الغذائية في التربة، وأشهر العناصر التي يكون فيها نقص هو البوتاسيوم، والتي تظهر علامات نقصه في صورة نوع من اصفرار الأوراق القديمة، ولذلك يجب استخدام سماد يحتوي على عنصر البوتاسيوم عند تسميد أشجار النخيل البرحي.
المغنيسيوم والحديد هما أحد العناصر الغذائية التي تحتاجها أشجار النخيل البرحي، وذلك حتى تبقى خضراء، ولذلك إذا لاحظت نقصاً عاماً في اللون الأخضر في أوراق شجر النخيل، فقد يكون هذا الأمر علامة على نقص الحديد أو نقص المغنيسيوم، ولذلك يجب تعويض نقص الحديد والمغنيسيوم من خلال التسميد.
مقالة مقترحة:
أساسيات تسميد النباتات وأنواع الأسمدة والفرق بينها
أشجار النخيل البرحي المزروعة حديثاً
لا ينبغي تسميد أشجار النخيل البرحي المزروعة حديثاً، إلا بعد أن يظهر بها برعم واحد جديد على الأقل، ومع ذلك، إذا كنت تعيش في منطقة تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما دون درجة التجمد خلال فصل الشتاء، فيجب عليك التوقف عن التسميد قبل شهرين من موجة الصقيع الأولى في منطقتك، وايضا يجب عليك لف النخيل (السروم أو الفسائل) الصغير أو المزروع حديثا بالخيش أو بالسعف والجريد القديم لتفادي الأضرار الناتجة عن البرد الشديد والصقيع، وعندما يتحسن المناخ سوف تلاحظ نمو جديد يظهر من الخيش وعندها يمكنك إزالة هذا الخيش.
متى يتم تسميد أشجار النخيل البرحي؟
يوصى بتسميد أشجار النخيل البرحي من 3 إلى 4 مرات بعد حصاد المحصول أو ابتداءً من شهر سبتمبر وأكتوبر إلى شهر فبراير من العام الجديد، وذلك لتوفير العناصر الغذائية خلال موسم النمو، وذلك في المناطق التي لا تنخفض فيها درجات الحرارة إلى مادون درجة التجمد أي تكون درجات الحرارة تحت الصفر.
وإذا كنت تستخدم سماد محبب بطئ الذوبان أو الأسمدة المحببة، فقم بالتسميد مرتين فقط في السنة.
في المناطق التي تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما دون درجة التجمد، أي تكون درجات الحرارة تحت الصفر، يوصى بالتسميد مرتين، بحيث تكون مرة في فصل الربيع بعد انتهاء جميع موجات الصقيع، والمرة الثانية تكون في بداية إلى منتصف فصل الصيف، وتوقف عن التسميد قبل شهرين من تاريخ موجة الصقيع الأولى في منطقتك.
مقالة مقترحة:
كيفية صناعة سماد الخميرة في المنزل
ما هو نوع السماد المناسب لأشجار النخيل البرحي؟
يمكن تلبية الاحتياجات الغذائية لأشجار النخيل البرحي بسهولة من خلال اتباع برنامج تسميد سنوي، ويجب تسميد النخيل الناضج في المناطق المفتوحة بسماد كامل محبب تم تصنيعه خصيصاً لأشجار النخيل، حيث تحتوي تلك الأنواع من الأسمدة على جميع العناصر الأساسية مثل المنجنيز والذي يساعد على منع اصفرار الأوراق وموت الأنسجة بين عروقها، وزيادة منع نمو الأوراق، ولكن يجب عليك دائماً التأكد من اتباع الإرشادات المدونة على عبوة السماد قبل الاستخدام.
عند تسميد شجر النخيل البرحي، من المهم استخدام سماد بطئ الذوبان أو طويل المدى، والذي يمكن أن يعمل في التربة ويظل بها لمدة تصل إلى 10 أسابيع، وبالتالي يوفر العناصر الغذائية لأشجار النخيل لفترة زمنية أطول، ويعمل على تقليل هدر السماد في التربة ومع ماء الري، مع عدم استفادة النبات منه، وذلك مثلما يحدث مع الأسمدة سريعة الذوبان مثل الأسمدة القابلة للذوبان في الماء، حيث أن تلك الأنواع من الأسمدة من السهل أن تختفي في التربة ويتم إهدارها دون أن يستفيد النبات منها، وخاصةً في التربة الرملية بعد هطول أمطار خفيفة.
مقالة مقترحة:
كيفية صناعة سماد الديدان في المنزل
ما هي الأسمدة التي لا يجب استخدامها في تسميد أشجار النخيل البرحي؟
لا تستخدم سماد عالي النيتروجين (سماد العشب الصناعي) سريع الذوبان بالقرب من جذور النخيل، لأن هذا النوع من الأسمدة يمكن أن يتسبب في وجود خلل في العناصر الغذائية الموجودة في التربة، لأن الأسمدة العشبية عادةً ما تكون غنية بالنيتروجين، ومنخفضة في البوتاسيوم، فالمستوى العالي من النيتروجين يعزز النمو الذي لا تستطيع الكمية المنخفضة من البوتاسيوم دعمه، وبالتالي ستظهر أعراض نقص البوتاسيوم بشكل أسوأ مما لو لم يتم استخدام أسمدة من الأساس.
ما هي كمية السماد المناسبة لأشجار النخيل البرحي؟
يجب أن تعلم أنه لا توجد قاعدة ثابتة لكمية السماد أو حتى نوع السماد الذي يجب استخدامه مع أشجار النخيل بشكل عام، لأن عمر النخلة، والمناخ، وطبيعة التربة، والوضع الصحي للنخلة، والتوقيت، جميعها عوامل تؤثر في تحديد كمية ونوع السماد المستخدم.
بشكل عام في العديد من أنواع الأسمدة المخصصة لأشجار النخيل البرحي أو أشجار النخيل بشكل عام، يتم التسميد 4 مرات سنوياً خلال موسم النمو، وذلك اعتماداً على المنطقة التي تتواجد بها، وسوف تحتاج من 1 كجم إلى 4.5 كجم من السماد بناءً على حالة الشجرة وعمرها والعوامل الأخرى المذكورة سابقاً، ولذلك يجب عليك استشارة مهندس زراعي وقراءة التعليمات المدونة على عبوات الأسمدة.
مقالة مقترحة:
كيفية صناعة سماد نيتروجيني في المنزل
الأشياء التي يجب اخذها في الاعتبار عند تسميد النخيل البرحي
- اقرأ التعليمات المدونة على عبوات الأسمدة جيداً.
- قم بالتسميد فقط عندما تكون تربة الحديقة أو الحاوية رطبة، وخاصةً عند استخدام سماد سريع الإطلاق مثل الأسمدة القابلة للذوبان في الماء.
- قم بري النخيل البرحي جيداً بعد التسميد.
- عند زراعة أشجار النخيل، حاول أن تستخدم السماد بحرص، ولا تفرط في استخدامه. النخيل غير المسمد لا ينمو بسرعة، ولكن الإفراط في التسميد قد يؤدي إلى حرق وموت النخيل.
- استخدم سماد NPK 3:1:3 أو بنسب قريبة منها. الرأي والنصيحة القديمة كانت توصي باستخدام NPK 3:1:2 ولكن الآراء والنصائح الأحدث توصي باستخدام أسمدة بنسبة بوتاسيوم مرتفعة. لاحظ أن تلك الأرقام هي مجرد نسبة وليست الصيغة التي قد تجدها، ولذلك إذا كنت تبحث عن سماد بتلك النسب، فسوف تجد غالباً سماد NPK 15-5-15، وهناك بعض شركات الأسمدة أطلقت سماد مثالي لأشجار النخيل، حيث يحتوي على عنصر المغنيسيوم، وعنصر الكالسيوم، بالإضافة إلى العناصر الصغرى.
- يجب أن تضع في اعتبارك شراء واستخدام أسمدة بطيئة الذوبان (الأسمدة المحببة)، وبالرغم من أنها تكون أكثر تكلفة من ناحية الثمن، إلا أنها تكون أفضل للنباتات.
- قم بشراء سماد يحتوي على عنصر المغنيسيوم والكالسيوم، حيث أن تلك العناصر مهمة للغاية لأشجار النخيل.
- قم بشراء سماد يحتوي على العناصر الصغرى، لأن عدم وجود تلك العناصر قد يؤدي إلى إصابة أشجار النخيل بالعديد من الأمراض أثناء فترة النمو.
- عند زراعة أشجار النخيل؛ تجنب استخدام العناصر الصغرى بشكل منفصل مباشرةً لأنها قد تتسبب في إصابة أشجار النخيل بالحروق.
- ضع في اعتبارك استخدام الأسمدة العضوية، حيث أن هناك عدة أنواع من الأسمدة العضوية قد تنجح بشكل جيد مع أشجار النخيل، وذلك مثل سماد الدم المجفف، وسماد العظام، وسماد السمك، وسماد الديدان، والأسمدة الطبيعية الأخرى.
- قم بالتسميد الكامل حول النبات، وقم بتوزيع حبيبات السماد على مسافة 20 سم إلى 25 سم من جذور النخيل (منطقة الجذور عادةً ما تكون منطقة الظل أسفل الشجرة في منتصف النهار).
- اضف السماد أسفل الغطاء العضوي (مثل نشارة الخشب) في الحديقة، حيث أن العديد من المزارعين يستخدمون الغطاء العضوي عادةً كأحد طرق رعاية أشجار النخيل، وهذه المواد العضوية عادةً ما تستهلك النيتروجين أثناء تحللها.
- ابحث عن سماد مناسب لاحتياجات أشجار النخيل لديك والتزم به، حيث أن التسميد أحد أهم جوانب رعاية أشجار النخيل، ويجب الالتزام بنظام تسميد جيد ومناسب.
- إذا كنت تزرع في أكياس، فيجب عليك اختبار ملوحة التربة إذا لاحظت مشاكل في النمو، لأن الأملاح يمكن أن تتراكم بسهولة في الأكياس إذا قمت بالتسميد بشكل مكثف، أو تقوم بالري بشكل غير منتظم (مثل النباتات المنزلية).
- إذا وجدت تراكم أملاح ثقيل في أكياس الزراعة فيجب عليك غسلها جيداً.
- ضع في اعتبارك استخدام مجموعة من الأسمدة المختلفة، مثل كمية صغيرة من الأسمدة القابلة للذوبان في الماء، وبعض الأسمدة العضوية (مثل سماد روث الحيوانات والطيور)، والأسمدة المحببة، حيث أن تلك المجموعات سوف تعطي نتائج جيدة مع أشجار النخيل.
- ضع في اعتبارك التسميد في الشتاء أساسي لأشجار النخيل، وبالرغم من أن هناك اختلافات وجدل حول تلك النقطة، إلا أن النظرية في هذه النقطة تقول أن النبات يُمكن أن يمتص العناصر اللازمة للحفاظ على قوته أثناء الطقس البارد والاستعداد للنمو في فصل الربيع عندما يصبح الطقس دافئاً، ويكمن الاختلاف حول تلك النقطة أن من يعارض التسميد الشتوي يقول أن التسميد في فصل الشتاء يعمل على تشجيع النبات لإنبات أوراق جديدة ضعيفة.
- ضع في اعتبارك استخدام سماد الدم المجفف إذا كانت الأوراق تبدو صفراء أو باهتة، وذلك في حالة كانت تتعرض للشمس بشكل جيد ولا يوجد مشكلة من ناحية التعرض للشمس، وأيضاً قد يكون السبب هو نقص النيتروجين أو الحديد، ويُمكن علاج هذا الأمر من خلال استخدام سماد الدم المجفف.
الأشياء التي يجب الابتعاد عنها عند تسميد النخيل البرحي
- لا تقم بالتسميد نهائياً في التربة الجافة، حيث أن هذا الأمر قد يتسبب في حرق النبات وموته.
- لا تفرط في استخدام السماد، لأن هذا قد يتسبب في إصابة النبات بالحروق، ولذلك اتبع دائماً الإرشادات المدونة على عبوة السماد.
- لا تقم بوضع السماد المحبب أسفل تاج النبات (بالقرب من جذع النخلة).
- لا تقم بوضع السماد على شكل كومة واحدة عند قاعدة النبات، بل قم بنثر السماد بشكل متساوٍ.
- لا تقم برمي السماد ووضعه على جذوع أشجار النخيل في كومة كبيرة، حيث أن هذا قد يؤدي إلى حدوث نخر في الجذع.
- لا تستخدم الأسمدة الأرخص، والأعلى تركيزاً سريعة الذوبان، مثل نترات الأمونيوم 30:0:0 (سماد العشب)، حيث أن هذه الأسمدة قد تتسبب في حرق النبات أو إصابته.
- لا تجعل الأسمدة متصلة بشكل مباشر مع الجذور عند إعادة زراعة النخيل الصغير فى الاكياس أو نقله من كيس إلى كيس آخر، وخاصةً إذا كنت تستخدم سماد سريع الذوبان مثل الأسمدة القابلة للذوبان في الماء.
- لا تضع سماد الروث الغير مُبرد في حُفر زراعة النخيل، حيث أن سماد روث الحيوانات العضوي الغير مُبرد يُمكن أن يتسبب في ارتفاع حرارة التربة، وكذلك المادة السائلة التي تنتج عنه قد تكون بتركيز عالي جداً، وكلا الأمران ضار بجذور النخيل.
- لا تقم بالتسميد بشكل فوري عند زراعة أشجار النخيل، حيث يجب عليك الانتظار من 4 إلى 6 أسابيع بعد عملية الزراعة، وذلك عندما تكون متأكداً من أن التربة حصلت على نسبة جيدة من ماء الري، وأن النبات قد تجاوز خطر الإصابة بصدمة إعادة الغرس أو الزرع، حيث عادةً قد تحدث تلك الصدمة للنبات عند نقله من مكان وإعادة زراعته في مكان آخر، فتحدث له صدمة نتيجة الاختلاف في البيئة المحيطة والتربة، أو استخدام الأسمدة بشكل عشوائي، وبالتالي قد تموت أشجار النخيل بسبب تعرضه لتلك الصدمة.
- لا تستخدم برنامج تسميد خاص بشخص آخر، حيث أنه قد يكون متواجد في منطقة ذات طبيعة مناخ مختلفة، وكذلك نوعية التربة لديه قد تكون مختلفة، وبالتالي سوف يكون برنامج التسميد الخاص به متناسب مع حالة المناخ والتربة وعمر أشجار النخيل لديه، ولذلك يجب عليك تحديد برنامج التسميد بناءً على وضعك أنت وليس وضع شخص آخر.
-
لا تترك عبوات وأكياس الأسمدة في مكان مكشوف أو رطب أو في مكان تصل إليه مياه
الأمطار.
في الختام؛ أتمنى أن يكون هذا الموضوع قد ساعدك في التعرف على
كيفية تسميد النخيل بطريقة صحيحة والأنواع التي يجب عليك استخدامها
والطريقة الصحيحة لاستخدامها.